التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
في معركة شبش الميدانية نشب القتال في ظلام الليل الدامس بين القوات العثمانية وجنود النمسا الذين قتل بعضهم بعضًا مظنة منهم أنهم يقاتلون الجيش العثماني،
ما قبل معركة شبش
في سنة (1187ه= 1774م) ارتقى عرش الدولة العثمانية السلطان عبد الحميد الأول، عندئذٍ كانت الجيوش العثمانية تواجه العديد من المشاكل في جميع جبهات القتال منها مع روسيا ومع إيران، وبعد ارتقائه العرش بحوالي أربعة عشر عامًا؛ أي تقريبًا في سنة (1202ه= 1788م) أعلنت إمبراطورية النمسا هي الأخرى الحرب على الدولة العثمانية [1].
الاستعداد لمعركة شبش
سار الصدر الأعظم للدولة العثمانية في ذلك الحين "قوجا يوسف باشا" من إسنطبول في 25/ 3/ 1788م قاصدًا النمسا [2]، أمَّا الجيش النمساوي فقد صمَّم ملك النمسا "جوزيف الثاني" على أن يقود الجيش بنفسه [3]، واتَّخذ مدينة شبش في جنوب أردل (ترانسيلفانيا) مقرًّا لجيشه، وتقدَّم الجيش العثماني، وبعد أن اجتاز مسافةً طويلة جدًّا عثر على جيش الإمبراطورية النمساوية [4].
معركة شبش الميدانية
في شهر (ذو الحجة سنة 1202هـ= 21/ 9/ 1788م) بدأت المعركة الميدانيَّة في شبش، واستطاع الجيش العثماني تشتيت الجيش النمساوي [5]، وأُصيب الإمبراطور النمساوي "جوزيف الثاني" بالهلع وانتشر الارتباك بين جيشه، فقرَّر أن يتراجع بعد حلول الظلام، وبعد أن استجمع جنوده قواهم بدأوا في إطلاق النيران من كلِّ جانب، ونشب القتال مرَّةً أخرى، وكانوا يظنُّون أنَّهم يُطلقون النار على الجيش العثماني، غير أنَّهم اكتشفوا عند بزوغ الفجر أنَّهم كانوا يُقاتلون بعضهم بعضًا [6].
نتائج معركة شبش
تكبَّد الجيش النمساوي في هذه المعركة خسائر جسيمة، وسقط منه الآلاف بين قتيلٍ وجريح [7]، حتى إنَّ الإمبراطور نفسه نجا من الموت بالصدفة، أمَّا الجيش العثماني فقد اغتنم ثمانين مدفعًا وخمسين ألف أسير، بالإضافة إلى ذلك فقد أمَّن هذا الانتصار بقاء مدينة بلجراد والمناطق المجاورة لها لدى العثمانيِّين لعصرٍ آخر.
وكأنَّهم بهذا الانتصار انتقموا لـ «معركة زينتا» التي وقعت سنة (1109هـ= سنة 1697م)؛ أي ما يُقارب إحدى وتسعين سنة تقريبًا [8]، وإزاء هذا الانتصار منح العلماء عبد الحميد الأول بصورة رسمية لقب غازي [9].
[1] أحمد آق كوندز، سعيد أوزتورك: الدولة العثمانية المجهولة، وقف البحوث العثمانية، إستانبول، 2008، ص358- 360.
[2] يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة عدنان محمود سليمان، مراجعة وتنقيح: محمود الأنصاري، مؤسسة فيصل للتمويل، تركيا، إستنابول، 1/ 1988، 1/ 640.
[3] جون باتريك كينروس: القرون العثمانية قيام وسقوط الإمبراطورية التركية، ص462.
[4] يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية، 1/ 640.
[5] يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية، 1/ 640، وأحمد آق كوندز، سعيد أوزتورك: الدولة العثمانية المجهولة، ص360.
[6] جون باتريك كينروس: القرون العثمانية قيام وسقوط الإمبراطورية التركية، ص462، 463.
[7] جون باتريك كينروس: القرون العثمانية قيام وسقوط الإمبراطورية التركية، 463.
[8] يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية، 1/ 640.
[9] يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية، 1/ 640، وعلي حسون: تاريخ الدولة العثمانية، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1415= 1994م، ص148.
التعليقات
إرسال تعليقك